كنت ومازلت أقرف بشدة من أفلام الزومبى واحس انها للمختلين عقلياً أو لزيادة عددهم، أحس انها بلا فائدة، مجتمع أصابه مرض ما وأصبح أفراده الموتى الأحياء يسيرون لنهش أجساد الآخرين ممن يختلفون عنهم فى الصفات- اللى مش بيعض جاره مثلاً-! وينتهى الفيلم بإنتهاء حياة آخر فرد بهذا المجتمع " مأكولاً "! .. يا للبشاعة.
ولكن عندما أتأمل حالنا فى مِصر وفى أبسط صورة يومية تحضر ملامحها كل صباح، أجد الزومبى المصرى !! .
تبدأ الصورة بسرد قصة مأساوية، فعندما تفكر أن تستقل أى وسيلة للمواصلات، و تجد وسيلة نقل ما تبدأ فى الإبطاء نحوك، تجد الكل يهرعون إليها وينقضون عليها، تستشعر و كأنهم ليسوا بآداميين، يبدأوا بدهسك و كل من يقف فى طريق وصولهم لباب - الميكروباص- وهنا تكتشف أن قصص الزومبى ليس أكثر بشاعة من هذا، و تستمر المأساه على هذا المنوال فى مختلف مناحى الحياة بأكثر من صورة وفى أكثر من قصة مخجلة وبشعة لتصف الحال الحقيقى المؤسف للمصريون.
هذا الصراع المستمر ليس سببه مرض ما أصاب المجتمع مثلما نشاهد فى أفلام الزومبى"المُقرفة" لكنه أتى نتيجة تراكم الفساد وانتشاره كالسرطان فى جسد مجتمعتنا .
مرضنا هو "الفساد" وعَرَضنا أكل الأعراض والمصارعه والتعصب والجريمة بمختلف أنواعها، و لم يعد الفرد منا قادر على التحمل، قد يستطيع تحمل أقصى درجة من الصعاب ولكن فى سبيل "البناء بالأخذ والعطاء"، أما عندما تأتى لحظة عليه ليطلب أدنى درجة من حقوقه مثل - رغيف العيش وانبوبة البوتاجاز و و سيلة مواصلات يروح شغله إللى يادوب يجيب رغيف عيش من أبو مسامير - ولا يجد إلا المهانة، فمن الطبيعى أن نجد الزومبى المصرى .. الموتى الأحياء، هؤلاء من تقتصر وظيفتهم على نهش لحوم كل من اقترب او حاول الإقتراب أو المشاركة معهم فى أى شىء و إن كان لا يمثل أى قيمة.
بئساً لحُكام عاشوا فساداً وبئساً لشعب كانت شيمته الصمت .
نتوقف عند هذه النقطة من حلقتنا اليوم ...
استأذنكم لأمارس دورى فى الفيلم الواقعى " الزومبى المصرى" .
أسماء فؤاد
14/11/2012
تعليقات
إرسال تعليق