قديماً فى الخمسينيات والستينيات كان من الصعب ان يكون هناك اختلاط بين الرجال والنساء بدون صلة قرابة بين الإثنين أو بصفة رسمية,وكان هذا المنع بدافع الحفاظ على السمعة الطيبة والشرف وصيانة الاخلاق وأيضاً حماية الأمة من إختلاط الأنساب فكما يقال عن الحديث الشريف وبلغتنا الدارجة حتى اليوم ( ما اجتمع رجل وامراءة إلا وكان الشيطان ثالثهما ) وتعقيباً على هذا المعنى من نتائج ,تم اختراع المثل الشعبى الشهير ( شرف البنت زى عود الكبريت ) كــ وقاية فقط .
ولا عزاء له الآن فأصبح الشرف أو الحديث عنه كلام مبتذلاً وأموراً رجعية , نرجع إلى موضوعنا الأصلى .
رغم صعوبة الاختلاط بين الجنسين قديماً فأيضاً كان من الصعب أن يبقيا هكذا دونه , فكان الأمر يبدأ بنظرة إعجاب من بعيد ثم التلويح بإبتسامة ثم إيجاد وسيلة آخرى للتعبير عن الإعجاب وإظهار الحب والرغبة فى الإرتباط , وكان الإرتباط الرسمى هو الوسيلة الأكثر إقناعاً وتعبيراً عن الجدية , وما ان يتم الإرتباط بخطبة رسمية تتم فى جو عائلى ممتع حيث يقبل العريس بقائمة من الشروط والطلبات على مائدة التعارف ويقبل أيضاً بأنه لا مقابلات خارجية بدون رقابة الأهل ولا لمس ولا تلامس ولا ( همس فى الأذن ولا مداعبة بالكلمات ) فهذا أمر قد يحرك الغرائز ويوصل إلى حد غير مقبول بين العامة , وداخل هذا السجن الحصين لايجد الحبيب غير المراسلة الورقية بالبريد العادى أو عن طريق الأصدقاء أو إعطاء جواب لشقيقة العروس الصغيرة ليحكى لها عن آلام الفُرقة والشوق المحترق وفى يوم محتوم يتزوجا ويصبحا معاً إلى النهاية و التى قد يعترفا فيها لبعضهما عن ندمهم لأنهم فى لحظة ما مرت زمان وأحسا بلوعة او شوق ويتمنوا الفراق مرة آخرى ولو لحظة ليمنعوا ماحدث وهو هذا ( الإرتباط ) !! .
اما الآن , الوضوع إختلف كثيراً عما كان خاصة مع التطور التكنولوجى وثورة المعلومات وتحول الأخلاقيات ونمو مسخ الماديات المستورد من الغرب , فالحديث عن العلاقات المتنامية بين الرجل والأنثى لم يعد فى مقدورنا الفصل فيه ,او بمعنى أصح أصبحنا نستورد المعايير مع السلع والمنتجات الغربية أيضاً , فنحن نأكل ونشرب من صنع الآخرين فلما لا نعيش مثلهم أيضاً ؟!! , لا أعرف ماهو سبب هذا الدافع هل هو باقى السلسلة أو أول حلقة فيها من إخراج التقليد الأعمى ؟ ولم أعد ألحظ تغييراً لهذا التقيلد حيث أصبحنا كـ نُسخ متماثلة تماماً مُتمثْلة فى التصرفات والأفعال وردودها .
أصبح من خلال شاشة صغيرة نستطيع ان نتواصل بالكلمات والرسائل السريعه وأن نسمع صوت من نراسله وأن نشاهده أيضاً ! .
لا أعلم قد يكون هذا التطور هو وسيلة جيدة وسليمة النية لحل أمور كثيرة ومعقدة أهمها ; التواصل وتقصير المسافات , ولكن ما أنا متأكدة منه هو أنها ليست بالوسيلة الجيدة تماماً فى مجتمع يحتاج إلى تغيير جذرى فى كل شىء بدءاً من الأفكار التى هى ليست ملكُ لنا لأننا نستوردها كــ السلع خفيفة الوزن إنتهاءاً بتلك السلع أيضاً , مجتمع يحتاج أن يخلق فكرة ثم يصورها فينتجها ويصدرها للعالم ويصبح هو المحتكر الوحيد .
هذا الرأى لم أذكره من العدم او ظلماً لهذا المجتمع وقهراً له , ولكنه نتاجاً لمشاهدة مسلسلاً من السلوكيات والأفعال العربية والمصرية على وجه الخصوص والتى تقر بأن هذا المجتمع فعلاً يحتاج التغيير الجذرى حتى يستمر دون كوارث قد تكون أغلبها كوارث أخلاقية وسلوكية .
نعود لموضوعنا , أصبحت العلاقات ألان تبعد كل البعد عن النموذجية والمثالية , فرغم مايذكر عن انها تنم عن التقدم والفكر والتواصل والتعارف ولكنها أقصر من ان تنم عن ذلك فأغلبها (ولا أريد الجمع) تتصف بالغائية منها أو المصلحة وتكثر صفة المصلحة بين الشباب متوسط العمر فإنهم فى معظم الوقت لا يبحثون الا عن الرفاهية وإتباع الشهوات والرغبات وليس أكثر , فلا نجد تواصل من أجل شىء اكثر نفعاً , قد أكون قاسية عليهم ولكن سأكتفى بأن أوصيكم بالبحث فى مواقع الدردشة والمنتديات والشبكات الإجتماعية ومراقبة الأحداث , إنها تبدأ بكل بساطة بكلمة واحدة وكأنها مُنزلة من السماء ( ممكن نتعرف ؟) , قد تسعد الفتاة عندما تقرأ هذه الكلمة فى شاشتها والتى قد لا تتجاوز( 17 بوصة) وتحس انها أميرة فى عالم ( الدردشة ) وتبدأ فى التعريف عن نفسها وكأنها فى مسابقة ملكة جمال ( الموقع الإلكترونى ).
( إحكيلى عن نفسك ) !! وتبدأ هنا الكلمة الثانية من هذا الشاب اللطيف الذى لا يوجد فى حياته شىء مهم غير البحث عن وقت يقضيه بعيداً عن كونه ذا نفع.
اتعجب هل سيكتب قصة قصيرة عنها و يصبح كاتب شهير يحكى بؤسها وحياتها الممتلئة بمحادثات انتهت بــ ( حظر مرسل هذه الرسالة ) ؟!!! .
ويستمر الحديث بـ ( ايه هواياتك ) وكأنه مهتم بالأصل !! ويستمر الحديث ويستمر السفه معه وتخلق الكوارث وجرائم الزنا والقتل والسرقة وخيانة الأزواج والزوجات وغيرها تطل من نافذة الدردشة بحجة التواصل, فماذا ننتظر من وقت ضاع فى أحاديث ولهو ولعب يؤدى إلى البؤس والفساد ؟!
تبدأ الجريمة بــ ممكن نتعرف وتنتهى بأمر غير طبيعى نقرأه فى الجرائد أحياناً !!
والأمر لا ينتهى والكلمة لا تتوقف فمازال هناك من يرددها حتى الأن وهناك دائماً فتاة تسعد بها !!
الأمر الآخر ان الحكاية أصبحت مملة حد القتل , ألا يوجد غير هذه الكلمة ؟! وألا يمكن ان نستمر دونها ؟!
أن نتعارف دون ان نتعرف ؟!! تشرفت بالتعرف !! ولكنى مللت القصص التقليدية .
أريد أن يعرف الناس بعضهم ليس بسبب محادثة قصيرة فى غرفة دردشة بغرض الرفاهية و التسلية , لا أريد الفتاة ان تحكى وكأنها فى غرفة إستجواب .
لمَ لا يعترف عقلنا أننا خلقنا من اجل أن نتعارف ونبحث ونتباحث لا ان ندرج أسمائنا فى قوائم غرف الدردشة ومواقع التواصل المختلفة ؟؟!! لمَ لا يكون هناك تواصل إجتماعى هدفه تواصل فكرى وله إطار يشرف يزخر بشىء من الرغبة فى التعارف ؟؟!! لا الرغبة الشهوانية .
وبعد هذا الحديث المطول ,,
ممكن نتعرف؟!!
ولا عزاء له الآن فأصبح الشرف أو الحديث عنه كلام مبتذلاً وأموراً رجعية , نرجع إلى موضوعنا الأصلى .
رغم صعوبة الاختلاط بين الجنسين قديماً فأيضاً كان من الصعب أن يبقيا هكذا دونه , فكان الأمر يبدأ بنظرة إعجاب من بعيد ثم التلويح بإبتسامة ثم إيجاد وسيلة آخرى للتعبير عن الإعجاب وإظهار الحب والرغبة فى الإرتباط , وكان الإرتباط الرسمى هو الوسيلة الأكثر إقناعاً وتعبيراً عن الجدية , وما ان يتم الإرتباط بخطبة رسمية تتم فى جو عائلى ممتع حيث يقبل العريس بقائمة من الشروط والطلبات على مائدة التعارف ويقبل أيضاً بأنه لا مقابلات خارجية بدون رقابة الأهل ولا لمس ولا تلامس ولا ( همس فى الأذن ولا مداعبة بالكلمات ) فهذا أمر قد يحرك الغرائز ويوصل إلى حد غير مقبول بين العامة , وداخل هذا السجن الحصين لايجد الحبيب غير المراسلة الورقية بالبريد العادى أو عن طريق الأصدقاء أو إعطاء جواب لشقيقة العروس الصغيرة ليحكى لها عن آلام الفُرقة والشوق المحترق وفى يوم محتوم يتزوجا ويصبحا معاً إلى النهاية و التى قد يعترفا فيها لبعضهما عن ندمهم لأنهم فى لحظة ما مرت زمان وأحسا بلوعة او شوق ويتمنوا الفراق مرة آخرى ولو لحظة ليمنعوا ماحدث وهو هذا ( الإرتباط ) !! .
اما الآن , الوضوع إختلف كثيراً عما كان خاصة مع التطور التكنولوجى وثورة المعلومات وتحول الأخلاقيات ونمو مسخ الماديات المستورد من الغرب , فالحديث عن العلاقات المتنامية بين الرجل والأنثى لم يعد فى مقدورنا الفصل فيه ,او بمعنى أصح أصبحنا نستورد المعايير مع السلع والمنتجات الغربية أيضاً , فنحن نأكل ونشرب من صنع الآخرين فلما لا نعيش مثلهم أيضاً ؟!! , لا أعرف ماهو سبب هذا الدافع هل هو باقى السلسلة أو أول حلقة فيها من إخراج التقليد الأعمى ؟ ولم أعد ألحظ تغييراً لهذا التقيلد حيث أصبحنا كـ نُسخ متماثلة تماماً مُتمثْلة فى التصرفات والأفعال وردودها .
أصبح من خلال شاشة صغيرة نستطيع ان نتواصل بالكلمات والرسائل السريعه وأن نسمع صوت من نراسله وأن نشاهده أيضاً ! .
لا أعلم قد يكون هذا التطور هو وسيلة جيدة وسليمة النية لحل أمور كثيرة ومعقدة أهمها ; التواصل وتقصير المسافات , ولكن ما أنا متأكدة منه هو أنها ليست بالوسيلة الجيدة تماماً فى مجتمع يحتاج إلى تغيير جذرى فى كل شىء بدءاً من الأفكار التى هى ليست ملكُ لنا لأننا نستوردها كــ السلع خفيفة الوزن إنتهاءاً بتلك السلع أيضاً , مجتمع يحتاج أن يخلق فكرة ثم يصورها فينتجها ويصدرها للعالم ويصبح هو المحتكر الوحيد .
هذا الرأى لم أذكره من العدم او ظلماً لهذا المجتمع وقهراً له , ولكنه نتاجاً لمشاهدة مسلسلاً من السلوكيات والأفعال العربية والمصرية على وجه الخصوص والتى تقر بأن هذا المجتمع فعلاً يحتاج التغيير الجذرى حتى يستمر دون كوارث قد تكون أغلبها كوارث أخلاقية وسلوكية .
نعود لموضوعنا , أصبحت العلاقات ألان تبعد كل البعد عن النموذجية والمثالية , فرغم مايذكر عن انها تنم عن التقدم والفكر والتواصل والتعارف ولكنها أقصر من ان تنم عن ذلك فأغلبها (ولا أريد الجمع) تتصف بالغائية منها أو المصلحة وتكثر صفة المصلحة بين الشباب متوسط العمر فإنهم فى معظم الوقت لا يبحثون الا عن الرفاهية وإتباع الشهوات والرغبات وليس أكثر , فلا نجد تواصل من أجل شىء اكثر نفعاً , قد أكون قاسية عليهم ولكن سأكتفى بأن أوصيكم بالبحث فى مواقع الدردشة والمنتديات والشبكات الإجتماعية ومراقبة الأحداث , إنها تبدأ بكل بساطة بكلمة واحدة وكأنها مُنزلة من السماء ( ممكن نتعرف ؟) , قد تسعد الفتاة عندما تقرأ هذه الكلمة فى شاشتها والتى قد لا تتجاوز( 17 بوصة) وتحس انها أميرة فى عالم ( الدردشة ) وتبدأ فى التعريف عن نفسها وكأنها فى مسابقة ملكة جمال ( الموقع الإلكترونى ).
( إحكيلى عن نفسك ) !! وتبدأ هنا الكلمة الثانية من هذا الشاب اللطيف الذى لا يوجد فى حياته شىء مهم غير البحث عن وقت يقضيه بعيداً عن كونه ذا نفع.
اتعجب هل سيكتب قصة قصيرة عنها و يصبح كاتب شهير يحكى بؤسها وحياتها الممتلئة بمحادثات انتهت بــ ( حظر مرسل هذه الرسالة ) ؟!!! .
ويستمر الحديث بـ ( ايه هواياتك ) وكأنه مهتم بالأصل !! ويستمر الحديث ويستمر السفه معه وتخلق الكوارث وجرائم الزنا والقتل والسرقة وخيانة الأزواج والزوجات وغيرها تطل من نافذة الدردشة بحجة التواصل, فماذا ننتظر من وقت ضاع فى أحاديث ولهو ولعب يؤدى إلى البؤس والفساد ؟!
تبدأ الجريمة بــ ممكن نتعرف وتنتهى بأمر غير طبيعى نقرأه فى الجرائد أحياناً !!
والأمر لا ينتهى والكلمة لا تتوقف فمازال هناك من يرددها حتى الأن وهناك دائماً فتاة تسعد بها !!
الأمر الآخر ان الحكاية أصبحت مملة حد القتل , ألا يوجد غير هذه الكلمة ؟! وألا يمكن ان نستمر دونها ؟!
أن نتعارف دون ان نتعرف ؟!! تشرفت بالتعرف !! ولكنى مللت القصص التقليدية .
أريد أن يعرف الناس بعضهم ليس بسبب محادثة قصيرة فى غرفة دردشة بغرض الرفاهية و التسلية , لا أريد الفتاة ان تحكى وكأنها فى غرفة إستجواب .
لمَ لا يعترف عقلنا أننا خلقنا من اجل أن نتعارف ونبحث ونتباحث لا ان ندرج أسمائنا فى قوائم غرف الدردشة ومواقع التواصل المختلفة ؟؟!! لمَ لا يكون هناك تواصل إجتماعى هدفه تواصل فكرى وله إطار يشرف يزخر بشىء من الرغبة فى التعارف ؟؟!! لا الرغبة الشهوانية .
وبعد هذا الحديث المطول ,,
ممكن نتعرف؟!!
انا معاك ان 90% من محادثات التعارف بالشكل ده بتنحرف عن مسارها الطبيعي وعن الهدف منها وهو فعلا (التقارب الفكري)
ردحذفلكن..
صدقيني الـ 10% تستاهل كل المحاولات الـ 90 اللي فشلت عشان نوصل لها.
و......ممكن نتعرف..؟ (';')
الــ نسبة القليلة المميزة نتمنى ان تتعاظم وتقضى على المفاسد .
حذفكلمة (ممكن نتعرف) اللي عاملة زي نغمة ذكر الضفادع في موسم التزاوج !
ردحذفمقززة هذه الكلمة !
موضوع رائع :)
تسلم ايدك
و ممكن نتعرف :D ؟!
:) ممكن نتعارف ونتعرف
حذف