ها قد أتى الحبيب .. أتى بعد أنى سئم عمرى الإنتظار وفر هارباً .
ها قد أتى ..حمداً لربى , فقد خاب ظنى وصدق إحساسى ..فكدت أن أصيب بالجنون من ألاعيب الشكوك والظنون .
يا إلهى..! .
مابى الآن ؟! لما البحث وإلى متى رفع راية الإنتظار ؟!ولما انتظر ؟!
هيا .. هيا .. هيا يا إمرأة , لما تنتظرين؟! هيا تقدمى وإقبلى ...حركى عيناك الميته وإبعثى فيها الحياة بمتعة النظر إلى خليل الروح .
ها قد أتى الحبيب .. ها قد وجدت روحى الضائعة , ها أنا قد وجدت موطنى ...أقف بأرضى وأنظر إلى سمائى وأرى النجوم تزينها
وأرى الشمس والقمر معاً مجتمعان فى آن واحد لتبشيرى بفجر غدٍ أفضل ..
ها أنا عدتُ أودع الحزن والألم واغلق بوابة الفراق وأبتعد عن دوامتها
ها أنا أفتح ذراعي للأمان..
تأخذنى الدهشة حائرة ..هل أحلم؟! أم إنها رؤيا الأمل والتمنى...؟!
تحجرت قدماي وشل عقلي وتعثر لسانى فلم أعد أستطيع الوصول حتى لمرسى السؤال..
ظلت تأخذنى الدهشة والحيرة مغلفة بعتاب مكتوم بين آناتٍ قاتلة...
نبضات متفاوته ..قلبُ هزيل لا يقوى حتى الصمود صامت.. خفقان و آنين ..ذكرى وحنين
أيامٍ ولت وشوق كأنه فراق سنين..
نعم حبيبى..فرح القلب بعد أن ذاب
قادمة إليك ..تتسابق قدماى رغم لهفتها أحس ببطء حركاتها,هناك من يبطئها..
لاعقبات ولا بحواجز..ولكنها أشياء, أشياء يجب أن أقدمها لكَ بعد هذا الفراق المرير
فلستُ بذلك القلب الجاحد حتى ألقى بنفسى بين ذراعيك بعين هادئه وأيدٍ فارغة
هناك ما أريد ان أقدمه ...
إنتظر..إنتظرنى أيها العاشق الغائب
إنتظر أيها العاصى التائب
إنتظر فلدى بحار و أنهار من دموع...ينابيع عيون يملئها ماء حزين على فراقك ...تتفجر كل ثانية لتروى أرضاً بور وتصبرها على غيابك..
ها هى دموعى..
ولكن...!! أين هذا النهر الذى فاض بالدمع ؟!!
كان هنا بالفعل ..نهر يفيض بدمعى الحزين..يا حسرة , فقد جف نهر الدمع من رياحك العاتية وتبخر بحر الأنين من قسوة شمسك الحامية...جفت انهارى من إهدارك لها كل لحظة وكل ثانية..
اعذرنى ..ولا تلقى باللوم على جفاف دمعى..هكذا حال الدموع,
ولكن إنتظر لدى المزيد....إنتظرنى حتى أعود بشىء
لكن لا , لا
لن أخاطر مرة آخرى وأترك هواى يذهب ويضيع من يدى مرة آخرى
هيا معى ..أريدك أن تأتى معى هذه المرة لترى ... ها هو البحر وها هى...أين هى
تلك الصخور ...كنت أقف عليها منتظرة عودتك ..تلك الصخور أين هي , كانت تحملنى ليال أنتظرتك فيها ...شاهدة على دمعى ولكن..أين هى؟!! أين هى؟!!
حتى أنتِ أيتها الصخرة الآنية..
.
وظللت هكذا أصرخ وانادى ..أبحث عن دليل يخبرنى أين هى ؟ أين هى؟
حتى أتت إلى موجة هادئة .. جاءت تبحث عنى ساعية..
لم أستطع كتمان مايحمله صدرى من أألم وما يلقيه عقلى من أسئله...
رجوتها حتى تجيب...أجابت الموجة بكل أسف..وهاهى الإجابة , هاى هى
يا من كنتى تقفى على صخرة بقوتها لك حامية...قد أتت أمواج العاصى ...وكانت أمواج قاسية عالية
لم تستطع صخرتك الصمود فأصبحت واهية...
قاطعها آنين قلبى ..كيف هذا ولما ؟!!
فقد كانت صخرة تحفظ الذكرى الغالية...كيف تهوا تلك الصخرة السامية ؟!!
ظلت الحسرة تؤلمنى ...وظل الحبيب متعجباً لما أحمل من ألم يرسم ملامحى.
لا تتعجب سيدى..فتلك الصخرة ذابت من أمواجك الماحقة العالية , فلا تلقى باللوم عليها فتلك الصخرة زائله زائلة
هيا نكمل طريق البحث فهناك المزيد على قلبى الشهيد...
تقدم وأنظر هناك ..شجرة فى بستان عمرى كتبت على أوراقها..
ورقة ..ورقة...
كلمات لبست ولن تكون ذائبة,
تقدم فأنا واثقة بأنها ستعرفك من أول وهلة فقد كنت أحكى لها عنك كثيراً وأنا أنتظرك تحت ظلها جالسة
يا إلهى..!! أين هي؟!!أين هى تلك الشجرة النائية..معقول ..!!
إنها هنا بل إنها أنا العمياء الغاشية إنها هى
ولكن ...أين أوراقك أيتها الشجرة أين ما نقشته عليها من لحظات عشق سامية...
هب النسيم ليمسح الدمع الأليم....
وقال لي... لا تبحثى وانظرى ها هي أوراقك الشهيدة ...قسى قلب الخريف وها هى ملقاه على أرض الموت هـــــــا هي.
حملت أوراقى ,مذكراتى وذاكرتى بيدى..أنظر سيدى العاصى لم تتحمل قسوة قلبك ..
ولكن لا تلقى باللوم على أوراق فهى زائــــــــــــــلـة..
وظل البحث يأخذنى ...تـــــــــــــارة بحجرات قبلى وتـــــــــــــــارة بأرجاء عقلى..
جن العقل وفطر القلب من عيون بحزنها زاهية..
لكن لايهم ..فلن أدعك تقف منتظر هكذا..
نعم جفت دموعى ..غرقت سفن نجــــــــــاتى ...ذابت صخورى..وذبلت أوراقى ولكن..
هـــــــــــــا هى ..هـــــــــــــــا هى..
أنهـــــــــا روحى الســـــــــــامية
دعنى أرتمى بها بين ذراعيك....دعنى أغرق مرة أخرى فى أنهارك وأسبح فى سمائك الصافية
والذى نفسى بيده..لم أحس بمثل هذه السكينة من قبل
فدموعى الآن تجد مرساها على وجنتيك فهذا هو مكانها
وها هى روحى الهاربة إلتقيتها ثانية
بحق إلهك وإلهى ..حق من وضع العشق داخلى يسرى فى دمى
لــــــــــــــن أرجـــــعــــــــك وأردك خـــــائب الرجـــــــاء أيها العــــاصــى التــــــــائـــــــب ...
مــــــــــالك روحــــى .... صــــــاحب الروح الراجية
..
تعليقات
إرسال تعليق